في المدينة العجيبة البعيدة, مدينة الحواس, اشتد الصراع بين الملكة "عين" وبقية الحواس (السمع, الشم, التذوق, واللمس). فقد زاد الإزعاج والضجيج فتألمت الأذن وضعفت حاسة السمع, كما زاد الضوء الباهر والإشعاعات من الأجهزة الإلكترونية, فضعفت حاسة البصر ومرضت العيون. ولما أهمل الجميع النظافة تململت كل الحواس (سكان المدينة). لم تكن حاسة اللمس آخرها, بل سبقتهم جميعا, فترك "الإصبع الكبير" المدينة وانعزل وحده عند شاطئ البحر.
قررت الملكة "عين" الذهاب إلى "الإصبع الكبير" لإعادته, ورافقتها كبيرة الأذن. فور أن صافحهما قال: "أعلم أن المدينة لا تعيش سعيدة من غيري, لأنني أحس بالحرارة والبرودة, فأخبر سكان المدينة لتلافى شرورها.. حقا أنا أفضل من كل الحواس".
فقالت الملكة بغضب: "انك حقا مغرور كما يقولون عنك, قد يكون في كلامك الحق, لكنه ليس كل الحقيقة!"..
وبسرعة قالت "الأذن": " بل أنا الأفضل, أسمع الضجيج فأحذركم من أضراره"!
ابتسمت "العين" وتمتمت بصوت مسموع: "وماذا أقول عن نفسي, كم من مرة رأيت الأخطار وأنقذت سكان المدينة كلهم!!"..
فضحك "الإصبع" بصوت عال قائلا: "حضرتما لإعادتي, تشاجرتما معا.. دعوني أذهب إلى كوخى الصغير لأعيش وحدي سعيدا"!!
قبل أن يتحرك أحدهم, كان المشهد المرعب المثير, ثعبان خبيث يتجه ناحية "الإصبع", صرخت الملكة "عين": "أسرعا فورا بعيدا عن هنا.. انه الثعبان الشرير"..
وبسرعة هب ثلاثتهم واستقروا بعيدا. فورا ضحكت "عين" وقالت: "لولا وجودي معكما الآن لانقض عليكما الثعبان"
فاندفع "الإصبع" قائلا:
" قد يكون في كلامك الحق, لكنه ليس كل الحقيقة!".
لفترة قصيرة هدأ الجميع وانشغل الإصبع في صنع شكل غريب من الطين, ثم قال لهما: "سوف أجعل هذا الشيء العجيب يخيف الثعبان, فلا يقترب منى أبدا. ما رأيكما أطلق عليه اسم "وافى".
وانقضى بعض الوقت وهم يشربون معا الشاي ويأكلون الكعك الذي قدمه "إصبع".
فجأة أخبرتهما "عين" أنها رأت الثعلب الماكر يسرق بعض المأكولات من داخل كوخ "إصبع", لكن الكائن الجديد "وافى" أسرع نحوه.. نعم لقد نجح في اللحاق به.
فقالت الأذن: "ما جدوى وجودك وحدك, لولا أن الملكة عين رأت ما رأت, وأنا سمعت المعركة بين الثعلب و"وافى".. ما كنت أدركت المصيبة التي تتعرض لها "!
فهم الإصبع ما تعنيه "أذن", فقال بتحد: "هل تعرفين الحكمة من تماثيل الفنان الهندي الذي صنعها على شكل القرود, منها ما يخفى عينيه, وما يضع يده على أذنيه وفمه؟؟.
لم يسمع أجابه, تابع وحده:
"معنى تلك التماثيل.. أن الشرور كلها بسبب العين والأذن واللسان!!"
في هدؤ وثقة أرادت الملكة "عين" أن تلقنهما درسا, أخرجت جهاز الكمبيوتر الذي أحضرته معها, وهى لا تسير بدونه.. ثم فتحت موقع المعلومات عن الحواس. بدأت تقرأ لهما وتقول:
"هل تعلما أن كل الحواس توجد في الإنسان والحيوان, لكن حاسة البصر وحدها التي توجد في الإنسان وأغلب الحيوانات والطيور والأسماك.. بينما بقية الحواس توجد بأقل من ذلك كثيرا!!"
اعترض "إصبع" وأخبرهما أن "الإخطبوط" يملك عينين ولا يستخدمها, بل يعتمد على عشرة أذرع وعلى حاسة اللمس أساسا!.
قبل أن ينتهي الحوار أسرعت الأذن وأخبرتهما, أنه لولا حاسة السمع ما عرف الإنسان الكثير من الأمراض. وبدأت تقص قصة اختراع "السماعة الطبية" وكيف أن الدكتور "رينيه" الفرنسي, نجح في تشخيص مرض الفتاة عندما صنع بوقا وضعه على صدرها ثم سمع صوت دقات قلبها.. وشخص المرض وأعطى العلاج المناسب!
فجأة صاحت الملكة عين وصرخت قائلة: أرى البرق, أسرعوا بعيدا "..
تابعتها الأذن: "وأنا الآن سمعت رعدا شديدا"..
فورا تابعهما الإصبع: " بل أحس برذاذات المطر الآن.. هيا بنا فورا إلى داخل الكوخ".....
أسرعوا جميعا إلى داخل الكوخ حتى انتهت الأمطار الغزيرة, وعادت السماء صافية, وأضاءت الشمس الأرض, وانبعث الدفء في أجسادهم.. فشعروا بالسعادة والفرح.
فورا قالت العين: "لولا أن رأيت البرق وأنذرتكما لهلكتما بسبب المطر".. اعترضت الأذن: "بل لأنني سمعت الرعد !!".. تابعهما "إصبع": "الحقيقة أنا الذي أنقذتكما, عندما أحسست بالأمطار, أسرعتما إلى داخل الكوخ!!"
أسرعت الملكة عين وأخبرتهما بأنها أرادت أن تشاركهما اللعبة, وأنها مقتنعة بشيء آخر.. لا هي العين وحدها, ولا الأذن أو الإصبع؟!
فانبرى الإصبع: " ماذا إذن؟!!"
تابعت الملكة قائلة: "الآن أخبرني الكومبيوتر.. أن كل الحواس من أصل خلية واحدة, ثم تخصص جزء منها في الرؤية, وآخر في السمع, وغيرها في الشم أو اللمس.. وهكذا كل الحواس"
فقالت الأذن:" إذن لا فضل لحاسة على حاسة"
تابعها الإصبع: "إذن سوف أعود معكما.. نتعاون معا من أجل أن نحافظ على بعضنا البعض, ولا نتصارع مهما كانت الصعوبات"
وتعانق ثلاثتهم فرحين بالعودة !!!
قررت الملكة "عين" الذهاب إلى "الإصبع الكبير" لإعادته, ورافقتها كبيرة الأذن. فور أن صافحهما قال: "أعلم أن المدينة لا تعيش سعيدة من غيري, لأنني أحس بالحرارة والبرودة, فأخبر سكان المدينة لتلافى شرورها.. حقا أنا أفضل من كل الحواس".
فقالت الملكة بغضب: "انك حقا مغرور كما يقولون عنك, قد يكون في كلامك الحق, لكنه ليس كل الحقيقة!"..
وبسرعة قالت "الأذن": " بل أنا الأفضل, أسمع الضجيج فأحذركم من أضراره"!
ابتسمت "العين" وتمتمت بصوت مسموع: "وماذا أقول عن نفسي, كم من مرة رأيت الأخطار وأنقذت سكان المدينة كلهم!!"..
فضحك "الإصبع" بصوت عال قائلا: "حضرتما لإعادتي, تشاجرتما معا.. دعوني أذهب إلى كوخى الصغير لأعيش وحدي سعيدا"!!
قبل أن يتحرك أحدهم, كان المشهد المرعب المثير, ثعبان خبيث يتجه ناحية "الإصبع", صرخت الملكة "عين": "أسرعا فورا بعيدا عن هنا.. انه الثعبان الشرير"..
وبسرعة هب ثلاثتهم واستقروا بعيدا. فورا ضحكت "عين" وقالت: "لولا وجودي معكما الآن لانقض عليكما الثعبان"
فاندفع "الإصبع" قائلا:
" قد يكون في كلامك الحق, لكنه ليس كل الحقيقة!".
لفترة قصيرة هدأ الجميع وانشغل الإصبع في صنع شكل غريب من الطين, ثم قال لهما: "سوف أجعل هذا الشيء العجيب يخيف الثعبان, فلا يقترب منى أبدا. ما رأيكما أطلق عليه اسم "وافى".
وانقضى بعض الوقت وهم يشربون معا الشاي ويأكلون الكعك الذي قدمه "إصبع".
فجأة أخبرتهما "عين" أنها رأت الثعلب الماكر يسرق بعض المأكولات من داخل كوخ "إصبع", لكن الكائن الجديد "وافى" أسرع نحوه.. نعم لقد نجح في اللحاق به.
فقالت الأذن: "ما جدوى وجودك وحدك, لولا أن الملكة عين رأت ما رأت, وأنا سمعت المعركة بين الثعلب و"وافى".. ما كنت أدركت المصيبة التي تتعرض لها "!
فهم الإصبع ما تعنيه "أذن", فقال بتحد: "هل تعرفين الحكمة من تماثيل الفنان الهندي الذي صنعها على شكل القرود, منها ما يخفى عينيه, وما يضع يده على أذنيه وفمه؟؟.
لم يسمع أجابه, تابع وحده:
"معنى تلك التماثيل.. أن الشرور كلها بسبب العين والأذن واللسان!!"
في هدؤ وثقة أرادت الملكة "عين" أن تلقنهما درسا, أخرجت جهاز الكمبيوتر الذي أحضرته معها, وهى لا تسير بدونه.. ثم فتحت موقع المعلومات عن الحواس. بدأت تقرأ لهما وتقول:
"هل تعلما أن كل الحواس توجد في الإنسان والحيوان, لكن حاسة البصر وحدها التي توجد في الإنسان وأغلب الحيوانات والطيور والأسماك.. بينما بقية الحواس توجد بأقل من ذلك كثيرا!!"
اعترض "إصبع" وأخبرهما أن "الإخطبوط" يملك عينين ولا يستخدمها, بل يعتمد على عشرة أذرع وعلى حاسة اللمس أساسا!.
قبل أن ينتهي الحوار أسرعت الأذن وأخبرتهما, أنه لولا حاسة السمع ما عرف الإنسان الكثير من الأمراض. وبدأت تقص قصة اختراع "السماعة الطبية" وكيف أن الدكتور "رينيه" الفرنسي, نجح في تشخيص مرض الفتاة عندما صنع بوقا وضعه على صدرها ثم سمع صوت دقات قلبها.. وشخص المرض وأعطى العلاج المناسب!
فجأة صاحت الملكة عين وصرخت قائلة: أرى البرق, أسرعوا بعيدا "..
تابعتها الأذن: "وأنا الآن سمعت رعدا شديدا"..
فورا تابعهما الإصبع: " بل أحس برذاذات المطر الآن.. هيا بنا فورا إلى داخل الكوخ".....
أسرعوا جميعا إلى داخل الكوخ حتى انتهت الأمطار الغزيرة, وعادت السماء صافية, وأضاءت الشمس الأرض, وانبعث الدفء في أجسادهم.. فشعروا بالسعادة والفرح.
فورا قالت العين: "لولا أن رأيت البرق وأنذرتكما لهلكتما بسبب المطر".. اعترضت الأذن: "بل لأنني سمعت الرعد !!".. تابعهما "إصبع": "الحقيقة أنا الذي أنقذتكما, عندما أحسست بالأمطار, أسرعتما إلى داخل الكوخ!!"
أسرعت الملكة عين وأخبرتهما بأنها أرادت أن تشاركهما اللعبة, وأنها مقتنعة بشيء آخر.. لا هي العين وحدها, ولا الأذن أو الإصبع؟!
فانبرى الإصبع: " ماذا إذن؟!!"
تابعت الملكة قائلة: "الآن أخبرني الكومبيوتر.. أن كل الحواس من أصل خلية واحدة, ثم تخصص جزء منها في الرؤية, وآخر في السمع, وغيرها في الشم أو اللمس.. وهكذا كل الحواس"
فقالت الأذن:" إذن لا فضل لحاسة على حاسة"
تابعها الإصبع: "إذن سوف أعود معكما.. نتعاون معا من أجل أن نحافظ على بعضنا البعض, ولا نتصارع مهما كانت الصعوبات"
وتعانق ثلاثتهم فرحين بالعودة !!!