هل وقعت إدارة أوباما بالمأزق بعد رفض المفاوضات المباشرة ؟!
الثلاثاء يوليو 27 2010 - تيسير الزًبري
على أثر الموقف الفلسطيني الرافض للدخول في المفاوضات المباشرة دون تحديد مرجعية سياسية لعملية التفاوض ، ودون تحديد متفق عليه لموضوعي الحدود والأمن ؛ على ضوء كل ذلك فإن المأزق السياسي قد إنتقل الى إدارة أوباما والى الطرف الاسرائيلي وحكومة نتنياهو بالنتيجة !
كانت الخشية من تراجع الموقف الفلسطيني عن مطالبته بمرجعية المفاوضات ، وبالإتفاق على مفهومي الأمن والحدود واردة لاسباب تتعلق بالسلوك السياسي الفلسطيني في العقدين السابقين، كما تتعلق بضعف الموقف العربي، والأخطر من كل ما سبق هو شبه الإجماع الدولي وبشكل خاص الموقف الاوروبي والروسي لضرورة الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وبالتأكيد فإن هذا الإجماع هو بسبب الضغط الأمريكي.
نحن الآن على أبواب إجتماع لجنة المتابعة العربية ، والأخبار تشير الى أن مواقف الدول العربية الأعضاء في اللجنة، وكذلك الموقف المعلن لأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى تتفهم الموقف الفلسطيني المعلن والذي جرى إقراره من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومن المجلس الثوري لحركة فتح ؛ وهو الموقف الذي يحظى بتأييد أغلب الفصائل الفلسطينية ، إضافة الى دعم واسع وشعبي مترافق مع هبات جماهيرية متصاعدة في أكثر من موقع فلسطيني : في الخليل والقدس، والبلدات المحاذية لجدار الضم والتوسع الاسرائيلي.
المعركة السياسية بكل أشكالها أصبحت مكشوفة ؛ اسرائيل بحكومتها اليمينية التوسعية غير المسبوقة منفلته على الضم شبه الكامل لاراضي الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وتعلن عبر رئيسها صراحة على عدم التفاوض على القدس إضافة الى الرفض الدائم للإنسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، وعدم الموافقة على مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين ؛ ومواصلة سياسات وممارسات التطهير العرقي في مناطق القدس وما وراء الخط الأخضر . لا مكان للسلام في كل ما سبق ، بل إصرار على تركيع الفلسطينيين والعرب والعالم أمام السياسة التوسعية الاسرائيلية ، والإمعان في إدارة الظهر للشرعية الدولية وأخرها رفض قرار الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق في أحداث اسطول الحرية، ومواقف اسرائيل العنجهية تتوالى يوماً بعد آخر.
اللوحة السياسية في الموقف الفلسطيني والعربي لا تشير الى أي مدخل مقبول للوصول الى تسوية سياسية والى حل عادل ومتوازن . الجميع قد وصل مع حكومة نتنياهو ليبرمان الى الطريق المغلق ( Dead end ) فمن سوف يتراجع إذن؟
الاسبوع الماضي قلنا بأن الادارة الأمريكية قد وضعت الفلسطينيين والعرب أمام مأزق، واليوم نقول أن الموقف الفلسطيني والعربي ( في حال تبني لجنة المتابعة للموقف الفلسطيني ) قد وضع الادارة الامريكية أمام مأزق ضعفها وتراجعها وخضوعها لضغوط اللوبي الصهيوني ولجان الطوارئ وحكومة نتنياهو – ليبرمان وبقية أطراف التحالف اليميني الأشد ايغالأ في المنظومة السياسية الإسرائيلية.
في حسابات موازين القوى وموقع المصالح في السياسات الدولية فإن الرهان على تراجع الموقف الأمريكي أمام هذا الموقف الفلسطيني المعلن والرسمي، وأمام دعم عربي جديد لهذا الموقف هو رهان واقعي غير مستغرب، وهناك سوابق في العقود الأخيرة على تراجع الإدارة الأمريكية أمام صلابة المواجهة: حصلت في مصر عبد الناصر ولبنان، كما حصلت في الصومال وسوف تحصل أمام ايران، ولماذا لا تحصل أمام الفلسطينيين والعرب إذا ما استخدموا إمكاناتهم الإقتصادية والاستراتيجية؟
القيادة الفلسطينية يجب أن تركز جهدها الآن على كسب دعم الموقف العربي والجامعة العربية ولجنة المتابعة وأن تعمل على الزام المجموعة العربية بقرارات القمة الأخيرة في طرابلس، وخاصة الدعم الاقتصادي لانقاذ القدس والاراضي الفلسطينية المهددة بالمصادرة ، إضافة الى العمل السياسي المشترك بإتجاه تهميش الدور الأمريكي وتحويل الصراع الدبلوماسي الى أروقة مجلس الأمن والجمعية العمومية. على الصعيد الداخلي لا بد من تكثيف الجهود من أجل إعادة الوحدة للموقف الفلسطيني وإنهاء هذا الإنقسام المدمر، ومطالبة الدول العربية بإتخاذ موقف حاسم تجاه من يعطل عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية. لا بد من قطع الطريق على الشامتين بين صفوفنا بسبب هذا الإنقسام، وكذلك المتربصين للوضع الفلسطيني تحت ذريعة الإنقسام والطعن في وحدانية التمثيل للشعب الفلسطيني وبالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي مجال ما يسمى بالمفاوضات فإنني آمل أن يقتنع المفاوض الفلسطيني بأن الشعب الفلسطيني – وهذا ما تكشفه استطلاعات الرأي – غير واثق من الوصول الى تسوية سياسية متوازنة في الظرف الراهن وبالتالي فهو غير متسرع ولا أوهام لديه بإمكانية الوصول الى هدف غير واقعي الآن. يكفي من المفاوض الفلسطيني التمسك بالثوابت الوطنية وبالوحدة الداخلية وبالدعم العربي والصديق الى أن تزول هذه الغمامة من فوق الرؤوس ، وحينها لكل حادث حديث ...
الثلاثاء يوليو 27 2010 - تيسير الزًبري
على أثر الموقف الفلسطيني الرافض للدخول في المفاوضات المباشرة دون تحديد مرجعية سياسية لعملية التفاوض ، ودون تحديد متفق عليه لموضوعي الحدود والأمن ؛ على ضوء كل ذلك فإن المأزق السياسي قد إنتقل الى إدارة أوباما والى الطرف الاسرائيلي وحكومة نتنياهو بالنتيجة !
كانت الخشية من تراجع الموقف الفلسطيني عن مطالبته بمرجعية المفاوضات ، وبالإتفاق على مفهومي الأمن والحدود واردة لاسباب تتعلق بالسلوك السياسي الفلسطيني في العقدين السابقين، كما تتعلق بضعف الموقف العربي، والأخطر من كل ما سبق هو شبه الإجماع الدولي وبشكل خاص الموقف الاوروبي والروسي لضرورة الانتقال الى المفاوضات المباشرة، وبالتأكيد فإن هذا الإجماع هو بسبب الضغط الأمريكي.
نحن الآن على أبواب إجتماع لجنة المتابعة العربية ، والأخبار تشير الى أن مواقف الدول العربية الأعضاء في اللجنة، وكذلك الموقف المعلن لأمين عام الجامعة العربية عمرو موسى تتفهم الموقف الفلسطيني المعلن والذي جرى إقراره من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ومن المجلس الثوري لحركة فتح ؛ وهو الموقف الذي يحظى بتأييد أغلب الفصائل الفلسطينية ، إضافة الى دعم واسع وشعبي مترافق مع هبات جماهيرية متصاعدة في أكثر من موقع فلسطيني : في الخليل والقدس، والبلدات المحاذية لجدار الضم والتوسع الاسرائيلي.
المعركة السياسية بكل أشكالها أصبحت مكشوفة ؛ اسرائيل بحكومتها اليمينية التوسعية غير المسبوقة منفلته على الضم شبه الكامل لاراضي الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية وتعلن عبر رئيسها صراحة على عدم التفاوض على القدس إضافة الى الرفض الدائم للإنسحاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 ، وعدم الموافقة على مبدأ حق العودة للاجئين الفلسطينيين ؛ ومواصلة سياسات وممارسات التطهير العرقي في مناطق القدس وما وراء الخط الأخضر . لا مكان للسلام في كل ما سبق ، بل إصرار على تركيع الفلسطينيين والعرب والعالم أمام السياسة التوسعية الاسرائيلية ، والإمعان في إدارة الظهر للشرعية الدولية وأخرها رفض قرار الأمين العام للأمم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيق في أحداث اسطول الحرية، ومواقف اسرائيل العنجهية تتوالى يوماً بعد آخر.
اللوحة السياسية في الموقف الفلسطيني والعربي لا تشير الى أي مدخل مقبول للوصول الى تسوية سياسية والى حل عادل ومتوازن . الجميع قد وصل مع حكومة نتنياهو ليبرمان الى الطريق المغلق ( Dead end ) فمن سوف يتراجع إذن؟
الاسبوع الماضي قلنا بأن الادارة الأمريكية قد وضعت الفلسطينيين والعرب أمام مأزق، واليوم نقول أن الموقف الفلسطيني والعربي ( في حال تبني لجنة المتابعة للموقف الفلسطيني ) قد وضع الادارة الامريكية أمام مأزق ضعفها وتراجعها وخضوعها لضغوط اللوبي الصهيوني ولجان الطوارئ وحكومة نتنياهو – ليبرمان وبقية أطراف التحالف اليميني الأشد ايغالأ في المنظومة السياسية الإسرائيلية.
في حسابات موازين القوى وموقع المصالح في السياسات الدولية فإن الرهان على تراجع الموقف الأمريكي أمام هذا الموقف الفلسطيني المعلن والرسمي، وأمام دعم عربي جديد لهذا الموقف هو رهان واقعي غير مستغرب، وهناك سوابق في العقود الأخيرة على تراجع الإدارة الأمريكية أمام صلابة المواجهة: حصلت في مصر عبد الناصر ولبنان، كما حصلت في الصومال وسوف تحصل أمام ايران، ولماذا لا تحصل أمام الفلسطينيين والعرب إذا ما استخدموا إمكاناتهم الإقتصادية والاستراتيجية؟
القيادة الفلسطينية يجب أن تركز جهدها الآن على كسب دعم الموقف العربي والجامعة العربية ولجنة المتابعة وأن تعمل على الزام المجموعة العربية بقرارات القمة الأخيرة في طرابلس، وخاصة الدعم الاقتصادي لانقاذ القدس والاراضي الفلسطينية المهددة بالمصادرة ، إضافة الى العمل السياسي المشترك بإتجاه تهميش الدور الأمريكي وتحويل الصراع الدبلوماسي الى أروقة مجلس الأمن والجمعية العمومية. على الصعيد الداخلي لا بد من تكثيف الجهود من أجل إعادة الوحدة للموقف الفلسطيني وإنهاء هذا الإنقسام المدمر، ومطالبة الدول العربية بإتخاذ موقف حاسم تجاه من يعطل عملية المصالحة الفلسطينية الداخلية. لا بد من قطع الطريق على الشامتين بين صفوفنا بسبب هذا الإنقسام، وكذلك المتربصين للوضع الفلسطيني تحت ذريعة الإنقسام والطعن في وحدانية التمثيل للشعب الفلسطيني وبالرئيس الفلسطيني محمود عباس.
وفي مجال ما يسمى بالمفاوضات فإنني آمل أن يقتنع المفاوض الفلسطيني بأن الشعب الفلسطيني – وهذا ما تكشفه استطلاعات الرأي – غير واثق من الوصول الى تسوية سياسية متوازنة في الظرف الراهن وبالتالي فهو غير متسرع ولا أوهام لديه بإمكانية الوصول الى هدف غير واقعي الآن. يكفي من المفاوض الفلسطيني التمسك بالثوابت الوطنية وبالوحدة الداخلية وبالدعم العربي والصديق الى أن تزول هذه الغمامة من فوق الرؤوس ، وحينها لكل حادث حديث ...